فهرس المحتويات
انتقل مباشرة إلى القسم المطلوب
0% مقروء
استدل بعض الإخوة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ، فإنَّ أَبَاكُمْ كانَ رَامِيًا" مخاطباً به قبيلة أسلم، ليستنتجوا أن قبيلة أسلم قحطانية النسب، وبالتالي يكون قحطان من ذرية إسماعيل.
وهذا الاستدلال باطل من أساسه، لأن قبيلة أسلم هي قبيلة مضرية عدنانية وليست خزاعية قحطانية، كما نص على ذلك كبار علماء النسب:
البلاذري في "أنساب الأشراف"
ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب"
القلقشندي في "نهاية الأرب"
وقد ذكر هؤلاء العلماء أن أسلم حلفاء خزاعة، وليست منها بالنسب. وهذا ما أكده أيضاً علماء الجغرافيا كـأبي عبيد الله البكري الذي أشار إلى تقارب مساكنهم مع حلفائهم خزاعة.
لو سلمنا جدلاً بأن قحطان من ذرية إسماعيل، فالسؤال المحوري هو: من علم إسماعيل عليه السلام اللغة العربية؟ الثابت تاريخياً ولغوياً أن قبيلة جرهم القحطانية هم من علموا إسماعيل العربية، كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري. فكيف يكون الأب (قحطان) من ذرية الابن (إسماعيل) والأب هو الذي علم الابن لغته؟! هذا من المحال العقلي والتاريخي.
القول بنسب قحطان إلى إسماعيل مخالف للصريح من السنة النبوية، حيث ثبت أن إسماعيل تعلم العربية من جرهم القحطانية.
ومخالفة الحديث الصحيح في هذه المسألة لا تجوز، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
الاستدلال بحديث "ارموا بني إسماعيل" على نسب قحطان إلى إسماعيل استدلال ساقط لسببين: قبيلة أسلم مضرية وليست قحطانية، وإنما هي حليفة لخزاعة. النسب اللغوي والتاريخي يثبت أن القحطانية (جرهم) هم أقدم عرباً من إسماعيل عليه السلام.
فالقول بأن قحطان من ذرية إسماعيل قول باطل:
تاريخياً: لأنه يعكس التسلسل الطبيعي للأحداث واللغات.
نسبياً: لأنه يخالف إجماع نسابة العرب.
شرعياً: لأنه يعارض الصحيح من السنة النبوية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المداخلات العلمية (0)
انضم للمداخلات العلمية
سجل دخولك لتشارك وتضيف مداخلتك الأكاديمية على هذه الدراسة.
تسجيل الدخول للمشاركةلا توجد مداخلات بعد. كن أول من يضيف مداخلة!