أصالة اللغة العربية القديمة وعلاقتها بالسامية - سِفر قيس - سِفر قيس

أصالة اللغة العربية القديمة وعلاقتها بالسامية

أصالة اللغة العربية القديمة وعلاقتها بالسامية
تبحث هذه الدراسة في نقوش روافة والنقوش العربية القديمة مثل الثمودية والنبطية، بهدف إثبات أصالة العربية وسبقها على اللغات النبطية والعبرية والآرامية. كما تعرض البعد الديني للعرب القدماء وما ورد في نقوشهم من أسماء الله ومعتقداتهم، مع بيان أثرها في ديانات لاحقة. وتبين الدراسة إلى أن العربية القديمة كانت لسانًا راسخًا منذ آلاف السنين، وأن النقوش تشكل دليلًا ماديًا على عمق هذه اللغة وأسبقيتها الحضارية.

فهرس المحتويات

انتقل مباشرة إلى القسم المطلوب

0% مقروء

المقدمة

أنعمنا الله عز وجل بالقرآن الكريم وبه علِمنا ترتيب خلق السماوات والأرض وثم الأمم التي سكنت أرضه وخلفتها أمم عدة، بفضله عز وجل، فنُدرِك اليوم من الآثار المكتشفة والنقوش الثمودية وغيرها من الأشعار والروايات عن العرب، وهي من أهم الأركان التي قامت عليها دراستي.
وقام الدكتور عيد اليحيى بدراسة وبحث عن النقوش الثمودية في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وذلك أثناء برنامجه خطى العرب وبه اكتشف أنها تطابق النقوش الموجودة اليوم في المنطقة الشمالية من السعودية، ما نكتشفه من هذا البحث هو بُعد أعمق من بعض الدراسات وبه نكتشف النطاق الشامل الذي وصلت له هذه الأمة، ونتحفظ بالإسم لكونه التسمية المقترحة من بعض الباحثين ولا يعني ذلك أن قوم ثمود في القرآن الكريم هم نفسهم الثموديين في النقوش والآثار، وأراد بعض الباحثين إعادة تسمية هذه النقوش والآثار للغة الجزرية الشمالية، ولكن نتقيد بهذه الدراسة بإسم العربية القديمة لأن رغم اختلاف النقوش وطرق الكتابة إلا أن النطق بها يبقى نفسه ومشابه لما هو عليه اليوم كما رأينا في دراسة سعيد مجود في دراسته عن "النقوش الثمودية في أمريكا" في منصة سفر قيس.

الأصل للغة العربية الفصيحة

أثبت الدكتور عيد اليحيى وقصي التركي الأصل العربي للغة العربية الفصحى، فهي لم تتفرع من اللغة النبطية كما هو معروف وهم القوم النبطي أو الأنباط الذين سكنوا المنطقة الشمالية الغربية للمملكة العربية السعودية وغالبية الأردن، بل كانت هذه الصفات التي وضعوها البعض لكي يزعم أن ليس بادية الجزيرة العربية من طور لغته بنفسه بل احتاج لتأثير خارجي (كما نعلم بأصول الأنباط وتأثرهم بالحضارة الرومانية لتزامن الحكم الزمني بينهم)، ولكن النقوش العربية القديمة المنطوقة كما هي باللسان العربي هي من أقدم اللغات المنقوشة بالتاريخ وقد تكون أقدم من النبطية والعبرية والآرامية- وبذلك، هذا يبين أن قوم هذا اللسان العربي (سواء القديم أم الحديث) بدأت قبل أكثر من 4 آلاف عام حسب بعض النقوش المقدر زمنها، ونرى أن ليس فقط آثارهم بالشمال السعودي، بل نجد آثار اللسان العربي المنطوق في اليمن وعمان والأردن رغم تغير الأسماء بها فخطُّ المسند والثمودي والنبطي كلها تعود لنطقٍ مقارب للسان العربي الفصيح، ونرى من الآثار المؤكد زمنها أن أقدم نقش يعود إلى قبل أكثر من 3 آلاف عام من اليوم، وذلك القرون التي سبقت حكم النبي سليمان بن داود عليهم السلام، ثم نرى النقوش التي تليها في القرون التي جاءت بعد حكم الأنبياء سليمان وداود عليهم السلام والتي قد نُسبت لمملكة لحيان ودادان والأنباط لكن رغم تغير الخط يبقى النطق العربي نفسه، ثم يبقى حكمهم إلى القرن الذي سبق عيسى عليه السلام وذلك قبل أكثر من 2000 عام.
ثم تم اكتشاف نقوش الروافة في المملكة العربية السعودية وهي تعود إلى قبل 1856 سنة وهي 5 نقوش قام بكتابتها أحد الأنباط، في مدينة شمال تبوك وهي كانت تحت ولاية البتراء الرومانية تحت حكم ماركوس أوريليوس يعلن بها الكاتب النبطي بأن اسمه "شعدت" وقام بصنع هيكل أو معبد لكاهن اسمه "إيلش بن مجدو" من أجل الإله (سبحانه وتعالى عما يصفون)، بتحفيز من الحاكم المحلي "عمنو".. فانقسمت النقوش حسب اللغة المكتوبة، فالنقش الأولى كتبها النبطي الثمودي "شعدت" بلغتين وهي كلا النبطية واليونانية، والنقش الثاني والثالث كتبه باللغة اليونانية، ثم النقش الرابع الذي كتبه باللغة العربية النبطية كاملًا، وبذلك نرى أن بترتيب الآثار تعود النقوش العربية الفصيحة لما هو قبل النقوش النبطية والثمودية، بل أن النقوش النبطية تلت الثمودية نطقًا وكتابةً بل تتفرع منها، وبذلك اللغة العربية القديمة هي أصل اللغة العربية الحديثة.

البُعد الديني للعربي القديم

ورد عن ثمود من نقوشهم أنهم يعرفون بوجود أربعة قوم نوح والذي ذُكر في النقوش هو "ودْ"، حيث كانوا قوم نوح يعبدون الرجال الصالحين (ودًّا وسواعًا ويغوث ونسرًا)، ومُعتقد عبادة ثمود (العربية القديمة) السائدة هي (الكهل: "القمر"، والشمس:"زوجته"، وعثتر:"الزهرة") وهذا المعتقد الثلاثي وُجد أنه تلا ذكر "ودْ"، ثم المعتقد الثلاثي هذا أدى إلى اعتقاد بني إسرائيل المحتمل بعبادة بعل "وهو الشكل القمري" والذي يرى من الجانب الزمني حيث أنهم قاموا بعبادة بعل في الزمن التقريبي الذي هو قبل 3477 عام وبذلك يُثبت البعد الزمني لكون اللغة العربية سابقة للغة العبرية والجانب الديني القريب من قوم نوح، فقاموا العرب القدامى بتسمية ربُّهم بالسميع والرحمن والله والرحيم والستير، وأيضًا كيف أن العقائد الثمودية الشركية قد تسللت إلى عقيدة قريش الوثنية بعبادتهم نفس (المناة واللات والعزى)، وأدعيتهم التي كانوا يدعونها الله عز وجل التي مشابهة لما نقوم به اليوم من أدعية وبعضها أُكتُشِف في كولورادو في أمريكا من قبل عيد اليحيى وبعضها في جبة في السعودية من قبل ممدوح الشمري، نرى بذلك أن التدريج في عبادتهم يرجع لقوم نوح عليه السلام، فنرى في فلسطين والأردن اليوم بعض الآثار التي تدل على ذلك الزمن الذي قد يظنه البعض آثار لقوم نوح، رغم النقوش العربية القديمة الموجودة في السعودية التي توضح العرب القدامى بعبادتهم الله عز وجل ثم يعودون لعبادة ودْ ثم يتأثرون بعبادة آلهة بلاد الرافدين ويبدأون بالعبادة السائدة لهم وهو المعتقد الثلاثي، ثم يتأثرون بعبادة بني إسرائيل ببعل في بعض الآثار، ثم يعبدون المناة واللات والعزى التي تأثرت بنفسها لعقيدة قريش.

الخلاصة

اختلفت الآراء نحو أصول اللسان العربي وأيضًا أصل كل اللغات السامية، ولكن رغم تعدد الروايات المنقولة، إلا أن لغة القرآن الكريم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قد تكون أصل اللغات السامية رغم تعدد الأسامي وذلك بالربط الزمني للنقوش المكتشفة والحضارة العربية وباديتها القديمة.

المصادر والمراجع

المراجع العلمية المستخدمة في هذه الدراسة

  1. نقوش عربية شمالية من تبحر شمال غرب المملكة العربية السعودية

    الرابط الإلكتروني
  2. The Conception of the Divine among the Thamud as Reflected in Thamudic Rock Inscriptions

    الرابط الإلكتروني
  3. A study in light of the Thamudic inscriptions accompanied by extinct animals in KSA

    الرابط الإلكتروني

المداخلات العلمية (0)

لا توجد مداخلات بعد. كن أول من يضيف مداخلة!