معاوية بن أبي سفيان القرشي
- والده أبو سفيان، سيّد من سادات قُريش.
- والدته هند بنت عتبة، والتي عُرفت بشجاعتها وتشجيعها للمسلمين في المعارك.
قبل ولادة معاوية رضي الله عنه، بل قبل أن تتزوّج هند من أبي سفيان رضي الله عنهما، تكهّن كاهن من كهنة اليمن بولادة خليفة يحكم (العرب) ويكون ابنًا لهند؛ في واقعة حدثت بينها وبين زوجها السابق الفاكه بن المغيرة.
وبالفعل حدث ذلك بعد عدّة عقود عندما أقام معاوية رضي الله عنه الدولة الأموية بعدما تنازل وبايعه الحسن رضي الله عنه؛ ليصبح خليفةً للمسلمين آنذاك.
معاوية، حافظ سرّ النبي ﷺ، وكاتب الوحي، ووالي دمشق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ أرجلٌ كهذا يُشكّ فيه ويُطعن فيه بسبب خلافه مع علي رضي الله عنهما؟
كلّا ولا قطعًا، فوالله أنّ لكلاهما منزلة رفيعة، وأجور عظيمة، وكلاهما مثابان على اجتهادهما.
ومن المُثير للاستغراب أنّ هناك ممن ينتسبون للسلف الصالح والسنّة النبوية ممن يطعن في معاوية؛ قولًا منهم أنّه أراد أخذ الخلافة من علي رضي الله عنه!
كلّا وحاشا ولا، بل أراد أن يأخذ بثأر ثالث الخلفاء الراشدين، وابن عمّه، عثمان بن عفان رضي الله عنهما من قتلته من الخوارج، بعد ذلك كان سيبايع عليًّا رضي الله عنه.
وذلك على عدّة أوجه منها:
١- أنّ من غدروا بعليّ رضي الله عنه، في نفس الوقت وفي بقعة مختلفة؛ أرادوا الغدر بمعاوية ولكنهم فشلوا.
٢- أنّ معاوية عندما سمع بقتل علي رضي الله عنه، بكى بكاءً مريرًا عليه.
٣- أنّ كلاهما كانا ينبذان كلّ من حاول الدخول في أمرهما، ويدفعانه بعيدًا كقيصر الروم آنذاك.
٤- أنّ معاوية شَرَط أنّه سيبايع عليًّا بشرط واحد؛ ليس الخلافة من بعده، بل أن يُقام القصاص على من اغتالوا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
علينا أنّ نعلم ونتيقنّ بأن ما حدث بين الصحابة الكرام يبقى بينهم، وأنّ جميعهم بلا استثناء مُثابون على اجتهادهم؛ فهم صحبوا النبي ﷺ ولازموه وأخذوا العلم عنه، فمن نحن لنقيّم هذا وذاك ونحن لم نبلغ درجة التابعين حتّى؟

سيرة معاوية رضي الله عنه لا يجب أن تُختصر، ولا سيرة علي رضي الله عنه، ولكن لألّا أُطيل البحث الطريف هذا دون سبب واضح؛ قرّرت إنهاءه هنا، والحمد لله ربّ العالمين.
المداخلات العلمية (0)
انضم للمداخلات العلمية
سجل دخولك لتشارك وتضيف مداخلتك الأكاديمية على هذه الدراسة.
تسجيل الدخول للمشاركةلا توجد مداخلات بعد. كن أول من يضيف مداخلة!