في هذه الدراسة نحارب الصورة النمطية عن سيفنا العربي ونثبت استقامة سيف العرب على مر العصور والأزمان بدلائل عديدة كالشعر والنقوش والمخطوطات، فسيف العرب سيف مستقيم بشفرتين وحدين كاملين.
فهرس المحتويات
انتقل مباشرة إلى القسم المطلوب
0% مقروء
السيف الذي قاد أمجادنا العربية في ساحات الوغى سيف مستقيم ذو حدين -شفرتين- ففي كل تاريخنا العربي من أيام ثمود ثم الجاهلية مروراً بصدر الإسلام وحتى دولة بني أمية وبني العباس وبعدهما الفاطميون والمماليك، كان العربي يتوشح سيفاً مستقيماً بشفرتين وحدين كاملين وليس كما تروج الصور النمطية وسنين من الأفلام والمسلسلات الغابرة المنسية التي صنعت تراثاً وتاريخاً مشوهاً وهجيناً عن سيف العرب وشكله، ولكي لا تجزع مما أقول وتشعر أنني أكذب عليك في تلك السطور فإنني أعرض عليك فيما يلي دلائل كالشمس تثبت أن سيف أجدادنا العرب هو سيف مستقيم.
الشعر العربي:
ففي الشعر العربي تنوعت الأبيات وكتبت القصائد في السيوف ولكن هل خطر ببالنا يوماً كيف كان شكل السيف المستخدم عند العرب؟ في جاهلية وإسلام.
يقول عنترة أبو الفوارس:
بكل رقيق الشفرتين مهندٍ
حسامٍ إذا لاقى الضريبةَ صممَا
ويقول الصعلوك تأبط شراً:
وأدخل وجره أمشي بكفي
حسام الحد ماضي الشفرتين
والمعنى لكلمة "الشفرتين" في هذه الأبيات هو دليل على استقامة السيف العربي فلا يكون السيف بحدين وشفرتين كاملتين إلا إذا كان سيفاً مستقيماً.
وكما قالوا "أزيد لك من الشعر بيت"
يقول عروة بن الورد:
بكل رقاق الشفرتين مهندٍ
ولدنٍ من الخطي قد طرَّ أسمرا
وكذلك صاحب المعلقة طرفة بن العبد يقول:
وآليت لا ينفك كشحي بطانةً
لعضبٍ رقيق الشفرتين مهندِ
ويقول وداك بن ثميل المازني:
مقاديمُ وصالون في الروع خطوهم
بكل رقيق الشفرتين يماني
وكل هذه الأبيات اتفقت على استقامة السيف في الجاهلية، فهل اختلف الأمر في صدر الإسلام والعصر الأموي؟
يقول عمرو بن أبي ربيعة:
لما أتاني خرجت في لطفٍ
بقاطع الشفرتين ذي أثرِ
ويقول المفضل بن المهلب:
هل الجود إلا أن تجود بأنفسٍ
على كل ماضي الشفرتين قضيب
ويقول سراقة البارقي:
فيا ابن زيادٍ بؤ بأعظم مأبإٍ
وذق حد ماضي الشفرتين صقيلِ
وكذلك السمهري العُكلي:
فتى من بني الخطاب يهتز للندى
كما اهتز عضب الشفرتين يمانِ
وتستمر الأبيات تصف السيف بذي الشفرتين حتى في العصر العباسي رغم قرونه الطوال.
فيقول منصور النَمري:
وترى مضارب شفرتيهِ كأنها
ملح تناثر من وراء الدارعِ
وديك الجن قال:
جلاها لنا في كأسه فكأنما
جلا متن صافي الشفرتين صقيلِ
وابن الرومي يقول:
قد سن من شفرتيه البأس بغيتهُ
وشاف من صحفتيه الجود ما شافا
وأبو الطيب المتنبي له كثير من الأبيات يصف استقامة السيف حين قال:
يقسم الفارس المدجج لا
يسلمُ من شفرتيه إلا بدادهُ
وأيضاً قوله
فدتك ملوك لم تُسم مواضياً
فإنك ماضي الشفرتين صقيلُ
وقوله
مقلدُ طاغي الشفرتين محكمٍ
على الهامِ إلا أنه جائر الحكمِ
وكذلك قوله
ولطالما انهملت بماءٍ أحمرٍ
في شفرتيه جماجمٌ ونحورُ
ويقول ابن نباتة التميمي:
ويوم البصرة استلبت يداهُ
رميض الشفرتين عن الوداجِ
وقوله
جلا البؤس والضراء عنا كما جلا
حديدة ماضي الشفرتين صِقالُ
وكذلك
وأبيت أن ألقى الزمان وأهلهُ
إلا بماضي الشفرتين مصممِ
ويقول الشريف الرضي:
وإني معيرٌ ساعدي من أرادهُ
بأبيض طاغي الشفرتين صقيلِ
ويقول أبو الحسن التهامي:
في طرفها يقضي غرار من كرى
ولكل ماضي الشفرتين غرارُ
ويقول الأبيوردي وهو حفيد بني أمية وعاش بالعصر العباسي
تميط لثاماً عن محياً لبشرهِ
وميضُ رقيق الشفرتين صقيلِ
وقوله
ويلمع طاغي الشفرتين براحتي
وراء عجاج راشحٍ بدمٍ سجمِ
وأيضاً
تناعس في حضن الغمام كأنهُ
حسامٌ رميض الشفرتين صقيلُ
وحتى عند الفاطميين يقول أميرهم تميم الفاطمي:
يؤيده رأيٌ يلوح نجاحهُ
كما لاح عضب الشفرتين قضيب
وقوله
أغراض كنصل السيف يمضي اعتزامه
بكل رقيق الشفرتين يمانِ
وله أيضاً
يقول ألا تشكو فقلتُ متى شكا
من الضرب عضب الشفرتين صقيل
وحتى في الدولة الأيوبية يقول داود بن الملك المعظم:
ولو أنه يلقى بأسمر ذابلٍ
وأبيض ماضي الشفرتين مهندِ
وحتى في الأندلس أخذ العرب سيفهم المستقيم غرباً يحمل بين شفرتيه أمجادهم
يقول ابن هانئ الأندلسي:
وكأنما طبعوا له من لحظهِ
سيفاً رقيق الشفرتين مشطبا
وقول ابن خفاجة:
ويحطمهُ ما بين درعٍ ومغفرٍ
وإن كان عضب الشفرتين يمانيا
ويقول الوزير الأندلسي ابن زمرك:
سلت يمين الملك منك على العدا
عضباً مهيب الشفرتين صقيلا
"لمزيد من الأبيات استمع إلى مقطع الدلائل الشعرية على استقامة السيوف العربية في قناة الفتوة"
فقد اتفق الشعراء بكل عصورنا المجيدة على استقامة السيف العربي بحدين وشفرتين فهل يوجد لدينا أدلة غير الشعر تدعم استقامة السيف العربي؟
وحتى في غابر الأزمان حمل العرب الشجعان سيفاً مستقيماً واضح للعيان
نرى الفارس الثمودي بسيف مستقيم وهذه نقوش في حائل
وإذا ذهبنا لجنوب الجزيرة نرى كذلك نقوش تثبت الاستقامة لسيفنا العربي
نقوش من منطقة حمى في نجران
ولا يقتصر الأمر على هذه النقوش فلدينا آثار من ممالك عربية مثل مملكة تدمر في سوريا، تظهر لنا بكل وضوح سيوفاً مستقيمة،
وحتى عند الممالك الأخرى مثل الإمبراطورية الأخمينية يصورون العرب بالسيف المستقيم،
فنرى جندياً عربياً يحمل سيفاً مستقيماً. منقوش على ضريح خشايارشا الأول ٤٨٠ قبل الميلاد
دلائل استقامة السيف العربي في العصور الإسلامية:
وتستمر الدلائل بين العصور لتثبت استقامة السيف حتى نصل للعصر الأموي فنرى السيف المستقيم على عملة عبدالملك بن مروان
وفي الدولة العباسية ذكرنا في بداية الدراسة سيلاً من الأبيات يثبت استخدام العرب للسيف المستقيم حاملين عليه المجد في أقطار الأرض. وهنا نكمل بقية الأدلة،
نرى كذلك في عملة الخليفة المقتدر بالله وهو يحمل سيفاً مستقيماً
فالعصر العباسي والعرب فيه لم يخرجوا خارج السياق وظل استخدام السيف المستقيم رمزاً للعرب. بالرغم من دخول شعوب كثيرة تحت ظل العرب واختلاط الثقافات،
هنا نرى في الصحن العباسي المعثور عليه في العراق يظهر لنا فارساً بسيف مستقيم.
وفي عهد بني العباس كثرت الدول في أقطار الرقعة الإسلامية فإذا أتينا لمصر نرى الفاطميين متمسكين بالسيف المستقيم،
صحن عليه فارس فاطمي بيده سيف مستقيم.
فارس فاطمي بسيف مستقيم.
وتستمر الأدلة على السيف العربي المستقيم فهل يغير الناس صورهم النمطية الهجينة عن سيفنا؟
وبعد الدولة الفاطمية جاء صلاح الدين بالدولة الأيوبية محارباً الصليبيين بالسيف المستقيم....
فرسان من الدولة الأيوبية يقاتلون بسيف مستقيم.
السيف المستقيم في الأندلس:
وإذا انتقلناً غرباً للأندلس فلا شك أن العرب دخلوها بسيف مستقيم وحكموها بسيف مستقيم...
صندوق من العاج عليه فرسان من الأندلس سيوفهم مستقيمة.
وحتى في آخر عصورنا بالأندلس مازال السيف المستقيم حاضراً فنرى بني نصر "بنو الأحمر" متقلدين سيوفاً مستقيمة
وكل هذه الأدلة والإثباتات في هذه الدراسة تثبت بما لا يجعل مجالاً للشك أن سيف أجدادنا العرب سيف مستقيم.
ما السبب الذي غير نظرتنا للسيف العربي؟
هي سنين من الإنتاج المرئي التي تخلط بين العصور وتهجن الثقافات والشعوب غير مبالية بأدنى معايير البحث فالذنب كل الذنب يقع على عاتق المنتجين والمخرجين للأفلام والمسلسلات العربية.
إذا ما الحل؟!
بكل بساطة يجب على صناع المحتوى التاريخي بكل أشكاله أن يتعاونوا مع جهات بحثية وثقافية تقدم لهم الاستشارة بل وتساعدهم وتعطيهم الأزياء والسلاح التقليدي المناسب للفترة الزمنية وبما أننا تكلمنا عن السيف العربي في القرون الوسطى فجدير بي أن أشير للدور العظيم والجهد الجليل القائم في مؤسسة ونادي الفتوة لإعادة التمثيل التاريخي بالرغم من انقطاع صناعة السيف العربي المستقيم لمدة ٧ قرون استطاع الفتيان إعادة إحياء السيف العربي المستقيم بأول أعمالهم وهو سيف عربي مملوكي/أيوبي ولمزيد من أعمال الفتوة والفتيان تابع حسابهم على المنصات،
ولكل ذي فضل علينا في هذا المقال شكرٌ وتقدير وإجلال لحماية تاريخنا من العبث والتهجين وربما الاستهبال..
أشير هنا للفتيان الأعضاء في نادي الفتوة لتتابعوا حساباتهم على الانستغرام فتحل الفائدة لكم
المؤسس لنادي الفتوة أصيل الطائفي bibrawayhi
عضو الفتوة فيصل سنبل shabraqan
عضو الفتوة نواف البقمي dhualmanaya
وأنا كاتب هذا المقال عساف المطيري assaf_mgh
والشكر الجزيل لبقية الأعضاء في الفتوة
تنويه! "كل ما ورد في هذه الدراسة خاضع لأبحاث وتدقيق مؤسسة الفتوة مصدرك الموثوق للقرون الوسطى"
تتناول هذه الدراسة مذبحة غاليرا عام 1570م، بوصفها من أكثر الحوادث مأساوية في تاريخ الموريسكيين، إذ حوصرت المدينة بعد أن لجأ إليها الآلاف من المسلمين الفارين من جبال الأندلس. ورغم مقاومتهم الشرسة، أمر الملك فيليب الثاني بتفجيرها وقتل سكانها وتسويتها بالأرض، في مشهد يجسد قسوة السياسة الإسبانية في طمس ما تبقّى من الهوية الإسلامية في الأندلس.
المداخلات العلمية (2)
انضم للمداخلات العلمية
سجل دخولك لتشارك وتضيف مداخلتك الأكاديمية على هذه الدراسة.
تسجيل الدخول للمشاركةسعود الهاجري
منذ 2 أسبوعانعبدالرحمن الروقي
منذ 1 شهرعساف المطيري
منذ 1 شهر