السمح بن مالك الخولاني - سِفر قيس - سِفر قيس

السمح بن مالك الخولاني

السمح بن مالك الخولاني
السمح بن مالك الخولاني انجازاته و فتوحاته

فهرس المحتويات

انتقل مباشرة إلى القسم المطلوب

0% مقروء

تعريف عنه

هو السمح بن مالك الخولاني خولان خامس ولاة الأندلس حينما تولى الخلافة الأموية في دمشق الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، عُيّن على الأندلس سنة ١٠٠هـ، والياً جديداً وهو: السمح بن مالك الخولاني، وكان اختيار الخليفة عمر بن عبد العزيز لإسماعيل بن عبيد الله والسمح بن مالك الخولاني بسبب صفات الصدق والأمانة اللتين كانا يتصفان بهما.

امانته

كان عمر بن عبد العزيز قد خبر نزاهة السمح وصدق إيمانه ومما يُروى عن أمانته وصدقه قصة حدثت في خلافة سليمان بن عبد الملك، بحضور عمر بن عبد العزيز، عندما جاءت أموال إفريقية في إحدى السنين، وجاء معها حسب العادة المتبعة آنذاك عشرة من أعيان الجند في الولاية منهم إسماعيل بن عبيد الله والسمح بن مالك الخولاني فحلف ثمانية من العشرة المرسلين من الولاية على صحة المال وشرعيته وحلال جبايته وأنه ما أُخذ إلا بحقه وامتنع عن الحلف كل من السمح بن مالك الخولاني وإسماعيل بن عبيد الله فأعجب عمر بهما وبأمانتهما وقرر أن يستعملهما على الولايات.
1000102790

انجازاته وفتوحاته

السمح بن مالك الخولاني كان قد تجمع لديه، أثناء ولايته على الأندلس، مبلغ من المال، فاستشار الخليفة عمر بن عبد العزيز أن يسمح له ببناء سور قرطبة وقنطرتها بعد أن تهدما فسمح له الخليفة بذلك فأقامهما على أحسن ما يكون واستخدم السمح الأحجار الضخمة المتخلفة من أجزاء السور الروماني المهدمة بعد ترميمها في إعادة بناء قنطرة قرطبة، التي كانت تُعد إحدى أعاجيب الدنيا.

وقد شادها على نهر "قرطبة" العظيم، ليعبر عليها الناس والجند.

وكانت تصل بين مدينة قرطبة وبين الربض الجنوبي، المعروف بشقندة، فلقد بلغ طولها ثمانمائة باع وارتفاعها ستين باعاً وعرضها عشرين وبلغ عدد حناياها ثماني عشرة حنية وعدد أبراجها تسعة عشر برجاً وهي ما تزال قائمة تنعم بها إسبانيا حتى يومنا هذا.
1000102737
بينما بدأ يتألق في الأفق نجم السمح بن مالك الخولاني في خلافة عمر بن عبد العزيز ٩٩ - ١٠١هـ حيث افتتح جنوب فرنسا لكن الفتوحات الإسلامية في فرنسا قد شهدت بُعداً جديداً بتولي السمح بن مالك الخولاني ولاية الأندلس فقد نشطت حركة المد الإسلامي لنشر رسالة الإسلام وتعميق أثرها في نفوس الشعوب التي تسكن فيما وراء جبال البرانس ذلك لأن السمح بن مالك الخولاني كان رجلاً قوي الإيمان راسخ العقيدة عاملاً ما وسعه الجهد للجهاد في سبيل الله وكان جمّ النشاط دائب الحركة والاستعداد لأنه بادر بالتحرك شمالاً عبر الأراضي الفرنسية وحوّل الحماس في نفوس الجند إلى جهاد، أما السمح فقد استولى على سبتمانيا وأقام بها حكومة إسلامية الأراضي بين العرب والسكان، وفرض الجزية على النصارى، وترك لهم الاحتكام إلى شرائعهم، ثم زحف نحو الغرب؛ ليغزو أكوتين كما قدمنا، فقاومه البشكنس والغسقديون سكان هذه الأنحاء أشد مقاومة، ولكنه فرّق جموعهم.
1000102793
وقد بذل نشاطاً واسعاً في جنوب فرنسا واتفق جهوداً كبيرة في غالة Goule حتى طرسوكنه Tarascan وطولوشه Toulouse عاصمة أكويتانيه Aquitaine وقد قام السمح الخولاني فعلاً بغزو سبتمانيه في جنوب فرنسا وبها سبع مدن كبرى وكانت عاصمة أربونه وحدثت معارك عديدة هناك بعد أن انعطف نحو الغرب حيث نهر الجاردن مستولياً في طريقه على ما يقابله من مدن حتى وصل إلى تولوز فحاصرها واستولى عليها وقد كان ظهور السمح في ميدان القتال وسيفه يقطر دماً ويردد على جنده قوله تعالى: ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم﴾ وسيلة استخدمها القائد؛ ليحفز جنده قولاً وفعلاً كما ينقل أرسلان: "كان كالفحل الهائج لا يرد رأسه شيء أو كالأسد الزائر يحمل على العدو فلا يقف في وجه أحد".
1000102796
وكان آخر انتصاراته - رحمه الله - أن السمح بن مالك الخولاني حاصر مدينة "أربونة" ثم عرض على أهلها الإسلام أو الجزية فعزّ عليهم ذلك وأبوه، فهبّ يهاجمهم الهجمة تلو الأخرى، ويقذفهم بالمنجنيقات حتى سقطت المدينة العريقة الحصينة في أيدي المسلمين بعد أربعة أسابيع من الجهاد البطولي الذي لم تشهد "أوروبا" نظيراً له من قبل، ثم بادر القائد المظفر المنتصر، فتوجه بجيشه الجرار إلى مدينة "تولوز" عاصمة مقاطعة "أوكتانية" فنصب حولها المنجنيقات من كل جهة وقذفها بآلات الحرب التي لم تعرف لها "أوروبا" نظيراً من قبل، حتى أوشكت المدينة المنيعة الحصينة أن تخرّ بين يديه عند ذلك وقع ما لم يكن في حسبان أحد حيث يقول المستشرق الفرنسي "رينو" Reinaud ليسوق لنا خبر تلك المعركة قال "رينو": لما أصبح النصر قاب قوسين من المسلمين أو أدنى، هبّ "دوق أوكتانية" يستنفر لحربهم البلاد والعباد وأرسل رسله فطافوا "أوروبا" من أقصاها إلى أقصاها. وأنذروا ملوكها وأمراءها باحتلال ديارهم، وسبي نسائهم وولدانهم فلم يبق شعب في أوروبا إلا أسهم معه بأشد مقاتليه بأساً، وأكثرهم عدداً، وقد بلغ من وفرة الجيش وعنف حركته، وثقل وطأته، ما لم تعرف له الدنيا نظيراً من قبل، حتى إن الغبار المتطاير تحت أقدامه قد حجب عن منطقة "الرون عين الشمس"! وهو نهر في سويسرا وفرنسا ولما تداني الجيشان خُيّل للناس أن الجبال تلاقى الجبال، ثم دارت بين الفريقين رحى معركة ضروس لم يعرف التاريخ لها مثيلاً من قبل وكان السمح أو "زاما" كما كانوا يسمونه، يظهر أمام جنوده في كل مكان ويتواثب أمام عسكره في كل اتجاه. وفيما هو كذلك أصابته رمية من سهم، فخرّ شهيداً وسقط عن جواده وكانت المعركة بالقرب من طولوشة Toulouse وانهزم المسلمون، وقُتل منهم عدد كبير، واستشهد السمح بين من استشهد من المسلمين، وذلك في يوم عرفة سنة ١٠٢هـ.
1000102798
اللهم صلِّ وسلّم على نبينا محمد ﷺ

المصادر والمراجع

المراجع العلمية المستخدمة في هذه الدراسة

  1. الخدع العسكرية للمسلمين في الأندلس من الفتح إلى السقوط

  2. الأسطورة العسكرية عبد الرحمن الغافقي بطل معركة بلاط الشهداء

  3. صقر قريش عبد الرحمن الداخل - عبد المنعم الهاشمي

المداخلات العلمية (0)

لا توجد مداخلات بعد. كن أول من يضيف مداخلة!