البياض والسواد في الموروث العربي لرؤية الجمال - سِفر قيس - سِفر قيس

البياض والسواد في الموروث العربي لرؤية الجمال

البياض والسواد في الموروث العربي لرؤية الجمال

فهرس المحتويات

انتقل مباشرة إلى القسم المطلوب

0% مقروء

الجمال في الشعر العربي: تناسق الأضداد

قال دوقلة:
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأديمُ بها
ءُ الحُسن فَهوَ لِجِلدِها جِلدُ
وَيَزينُ فودَيها إِذا حَسَرت
ضافي الغَدائر فاحِمٌ جَعدُ
تراه يجمع بين البياض والسواد في ملامح المرأة، فيجعل اجتماع الضدين غاية الحسن وكمال الجمال. ثم يردف:
فالوَجهُ مِثل الصُبح مُنبلِجٌ
والشَعر مِثلَ الليلِ مُسوَّدُ
ضِدّان لَما استَجمعا حَسُنا
والضدّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ

من شعر الأندلس

ويقول الأندلسي لسان الدين بن الخطيب:
أحور المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى
جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ
سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى
ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ
أحور المقلة أي شديدة بياض العين. وقوله: معسول اللمى أي من كان في شفتيه غمق ولون مائل إلى السواد.

من شعر جرير

وفي هذا يقول جرير:
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا

تأملات في معاني الجمال

وهذا ما يحضرني من الأمثلة. والذي أراه إن شئت التفلسف في معناه، أن طبيعة الجزيرة العربية، وهي الموروثة كل عربي في الأندلس أو في الشام، طبيعة حارة، فكان بياض البشرة دليل ترف وغنى، إذ هو شاهد على قلة تعرض للشمس. وأما بياض العين فصحة في البدن، وأما سواد الشعر والشفاه فمما يدل على كثرة الصبغة الطبيعية في الجسد، وهي مما يزيد المرء قوة على العيش وصبرًا على الشدائد. فمن اجتمعت فيه هذه الصفات كان جميل الصورة، صحيح البدن، غنيًّا أو قادرًا على الكسب ولو فقد ماله، لقوة بنيته وكثرة صبغته. والله أعلم.

التعليقات (1)

تلّال

تلّال مشغل

منذ 1 يوم
فلسفتك حلوه 😂😂