عبدالله بن ثواب الخولاني المكنى أبو مسلم
تابعي من كبار التابعين أسلم في عهد النبي لكن لم يلتقِ به حيث قال علقمة بن مَرْئَد: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم أبو مسلم الخولاني فكان لا يجالس أحدًا فيتكلم في شيء من أمر الدنيا إلا تحول عنه

وكان أبو مسلم الخولاني - رحمه الله تعالى - قد وضع في مكان تهجده سوطاً، فكان كلما أخذته فترة ضرب نفسه بالسوط، ويقول لها: قومي لعبادة ربك والله لأزحفن بك زحفاً حتى يكون الكلال منك لا مني وإنك أولى بالضرب من الدابة الموضع عقلك، وكثرة دعاويك

وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى من المبالغين في التخلق بالرحمة، حتى إنه ربما كان يَمُرُّ بالقوم فلا يسلم عليهم، ويقول: أخاف أن يحتقروني فلا يردُّوا عليَّ السلام فيأثموا بسببي

وكان ذا مكانة عالية عند الخلفاء وروي أن معاوية رضي الله عنه حبس العطاء، فقام إليه أبو مسلم الخولاني، فقال له: يا معاوية إنه ليس من كدك، ولا من كد أبيك، ولا من كد أمك، قال فغضب معاوية ونزل عن المنبر، وقال لهم: مكانكم، وغاب عن أعينهم ساعة، ثم خرج عليهم وقد اغتسل فقال: إن أبا مسلم كلمني بكلام أغضبني، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الْغَضَبُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَالشَّيْطَانُ خُلِقَ مِنَ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ، وإني دخلت فاغتسلت، وصدق أبو مسلم، إنه ليس من كدي، ولا من كد أبي، فهلموا إلى عطائكم

وكان أبو مسلم الخولاني - رحمه الله تعالى - ذا كرامات، وقد ذكر عن أبي مسلم الخولاني، أنه كان إذا غزا أرضَ الرُّومِ فَمَرُّوا بنهر قال: أجيزوا بسم الله قال: ويمر بين أيديهم قال: "فَيَمُرُونَ بالنَّهرِ الغَمْرِ فربما لم يَبْلُغَ مِن الدَّوابِّ إِلَّا إِلى الرَّكَبِ أو بعض ذلك أو قريباً من ذلك" قال: فإذا جازوا قال للناس: هل ذهب لكم شيء؟ من ذهب له شيء فأنا له ضامن. قال: فأَلْقَى بعضُهم "مِخْلاةً عَمْدًا، فلما جازوا قال الرجل: مخلاتي وقعت في النهر. قال له: اتَّبِعْنِي. فإذا المخلاة قد تعلقت ببعض أعواد النهر، فقال: خُذها.

اللهم صّلِ وسَلّمْ عَلى نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ
المداخلات العلمية (0)
انضم للمداخلات العلمية
سجل دخولك لتشارك وتضيف مداخلتك الأكاديمية على هذه الدراسة.
تسجيل الدخول للمشاركةلا توجد مداخلات بعد. كن أول من يضيف مداخلة!